حوارات

ناشر : الأرض مع علي محسن وصالح (مخمل) يأكل الدجاج

المستقلة خاص ليمنات

التقيناه صدفة.. أحدب الظهر.. عيناه غائرتان.. سقطت من فمه الأسنان رغم ذلك لا يزال صامداً كالجبل.. كل مساء يرحل من مدينة تعز إلى ماوية لشراء بعض الفؤوس ثم يعود لبيعها في أزقة المدينة حتى لا يكون عالة على أحد.. لقد ضرب به المثل الأعلى في الاعتماد على النفس رغم ما يعانيه من أمراض ورغم سنه الكبير..

> حاوره/ أمين   راجح

< كم عمرك يا حاج؟

عمري   بالختمة.

< وكم بالختمة؟

تسعة وثمانون سنة.. أبي وَرَّخ، وجدي كتب.

< وأيش اسمك؟

شنشر معاك وناشر البئر (يّزْمُل).. اسمي الناشري ابن محمد علي ناشر.

< أين ناشر؟

الشنيني من زغط لا زغط أبيع لي عطوف.

< كم تحصل فائدة بعد العطيف الواحد؟

المكتوب تحصله .. والباقي مع أم الصبيان.

< أيش كان عملك بالضبط؟

نبيع شجر  وأنتم بعتم جيزان وعسير.

< من الذي باع جيزان؟

الذي باع الغاز..

< أيش اسمه؟

سمه داخله..

< وكم وفرت فلوس؟

كوت مخزوع وفوطة مقطوع..

< قلي من أين أنت؟

من سامع  قرية البلس.. ومن طلع البلسة بكر راقد.

< أولادك يصرفوا عليك؟

وما قاندوش حتى (500 ولا 100 ولا عشرة).. واحد معه عشرة جهال وواحد سبعة وواحد معه أربعة والرابع ثلاثة.

< والعجوز  مازالت عايشة؟

العجوز بالقرية وأنا أرقد بالشرمان.. جزعت حياتنا طحسة..

< معاك أرض وقات بسامع؟

الأرض مع علي محسن..  كان معي قصبتين ونصف، بعت النص، ورحت عدن.

< كان معاك (كرسمس) في عدن؟

كان معي عصيد وأم الجن تشلك.. نقلك ثور قالوا احلبه..

< أيش رأيك بشجرة القات؟

تضيع الطفش وتجيب الضجر..

< أين أسنانك؟

عادهن ما طلعين..

< أكيد تعرف الإمام؟

قابلته مرتين على شان ينصفنا.

< ممن ينصفك؟

من علي عبد الله صالح.

< ماذا عمل بك علي عبد الله صالح!

اتآمر عليَّ..

< ليش اتآمر عليك؟

لأننا مارضيتش اغديه هوه والمخمِّل.

< أيش من مخمل وما دخَّل علي عبد الله صالح بهذه الأمور؟

المخمل حق الواجبات.. رفضت اغديه قام هوه والعريفة حقنا واسمه علي عبد الله صالح عملوا فوقي (35 قدح) والأرض ما تنديش عشرة أقداح.

< وكيف اتصرفت؟

اتوجهت إلى الأمام وأرجم بنفسي.. أنا عند الله، وعندك .. وقلت له يا مولاي أنا مظلوم ظلمنا المخمل وعلي عبد الله صالح..

الأرض ما تنديش ولا عشرة قدح وعملوا فوقي (35).. قال تروح الثلاثين وتبقى الخمسة الأقداح..

< والمرَّة الثاني متى قابلته؟

لما قتل العلفي واللقية.. كان قبلي اثنين مشائخ عدول.. كان الشيخ يجلس عند رجل الإمام يلقي خطاب ويدفع الفتحة والإمام يجر أرجله ويرفعها لما يقلبه على قفاه.

< وهل الإمام رفعلك بارجلك مثل اصحابك؟

قلي كه يا رعوي أقدم، قلت له لا يا مولاي.. أنا شسلمك هيه، وكان معي بندق هوزر.

< وهل غضب الإمام؟

أتنهد وقال: إيه.. إيه.. سلاح ما سلاح لكن… قلت له: (فوق نَابِلُه واشْتَلْ وقفز).. قال هذا واحد..

< وأين السلاح الآن؟

جالس بالعلقة فوقه مِيَّة طلقة.. جابولي (120 ألف) قلت والله ما يبتاع.

< يعني أن الإمام كان عادل؟

أيام الإمام كان الذئب يرعي الغنم.. ما حد يكلمك ولا تكلم أحد.. بس كان يكره الدراسة ويشتي الناس كلهم يبقوا جهال يسيرهم مثل ما يريد

< وهذه الأيام؟

شياطين الإنس يلعبوا بك كرة.. يسرقوك ظهر أحمر  وإلا شتهموك زور..

< هل تتمنى أن يعود عهد الرئيس علي عبد الله صالح؟

صالح كان يمكنا الجرعة.. الجرعة.. الجرعة.. تجي جرعة.. وزيَّد جرعة وطلع جرعة، ونَزَل جرعة، وهات وَبَاردُه..

< وأيش رأيك بعلي؟

كرت محروق..

< وعلي محسن؟

ساري الليل..

< والشيخ حميد؟

قانا على خيمتي قلت أبا لي دار..

< وهادي؟

السراج المغزوز ولا الغدرة

زر الذهاب إلى الأعلى